استحوذت شركة Argo، الشركة الرائدة في عالم التعدين، على مركزي بيانات مميزين للغاية. يأتي مركزا البيانات من كيبيك ويعملان بالطاقة الهيدروليكية. تُعد عملية الشراء هذه خطوة أخرى إلى الأمام في أهداف شركة التعدين العديدة. فهدفها هو جعل قطاع التكنولوجيا أكثر اخضراراً.
يجب أن يتم تعدين البيتكوين بطريقة صديقة للبيئة، كما يحاول عدد كبير من الشركات القيام بذلك مؤخراً. ولهذا السبب اتخذت Argo هذه المبادرة. وقد تم الإعلان عنها في بيان صحفي صادر عن بورصة لندن في وقت سابق من هذا الأسبوع.
التعدين والبيئة، والصعوبات التي تواجهها
التعدين
مركز التعدين
التعدين نشاط معقد للغاية. ينطوي التعدين على إجراء سلسلة من العمليات الجبرية المعقدة. ويتطلب إتقاناً ومعرفة تامة من جانب عامل التعدين. وعادة ما يتم الدفع لعمال التعدين مقابل العمليات التي يقومون بها. فمن خلال التحقق من صحة المعاملات وإضافتها إلى كتل سلسلة الكتل، يمكن أن يتقاضى المُعدِّن أجرًا سخيًا للغاية. وفي بعض الأحيان لا يحصلون على أجر كبير؛ وفي الواقع، يعتمد الأمر كله على سرعة عملياتهم. يمكن أن يكون هناك عدد كبير من المُعدِّنين الذين يرغبون في التنقيب عن عملية تعدين يمكن أن تدر عليهم الكثير من المال. وبالتالي فإن الهدف هو أن تكون الأسرع في تنفيذ عملية التعدين. لذلك يجب معالجة العمليات بسرعة كبيرة، واحدة تلو الأخرى.
التعدين، وهو نشاط كثيف الاستهلاك للطاقة
المشكلة الكبيرة في التعدين في الوقت الحالي هي أنه يستهلك كمية هائلة من الكهرباء. وللتعدين، يستخدم عمال التعدين أجهزة كمبيوتر قوية أو أحدث التقنيات التي تستهلك الكثير من الطاقة. والأكثر من ذلك، يحتاجون إلى اتصال كبير جداً بالإنترنت وبطاقات تشفير. ومن وجهة نظر بيئية، فإن التعدين ليس عملاً تافهاً من الناحية البيئية. في الواقع، بفضل التعدين، من الممكن تدفئة غرفة بأكملها في منتصف الشتاء، بفضل الحرارة المنبعثة من أدوات الكمبيوتر.
ومع ذلك، فهو اليوم قطاع أساسي لمئات البلوكشين الموجودة في السوق. وهناك عدد قليل جداً من العملات الرقمية التي يتم بيعها أو شراؤها أو تداولها باستخدام شبكة لا مركزية لا تقوضها. وبالتالي، يكمن التحدي في الجمع بين أعمال التعدين عالية الأداء والالتزام بالبيئة. والدليل، بفضل شراء مركزي البيانات، هو أن هذين العالمين غير متعارضين.
مراكز البيانات في عملية التعدين
يعد مركزا البيانات اللذان اشترتهما Argo حالياً موطناً لنسبة كبيرة جداً من أدوات التعدين الخاصة بالشركة. وتبلغ سعتهما التخزينية 20 ميجاوات. مركز البيانات هو ببساطة مركز بيانات. يمكن أن تكون داخلية أو خارجية للشركة، مملوكة للشركة نفسها أو لمقدمي الخدمات. تقع مراكز بيانات Argo في الصين وهي مملوكة للشركة. وبالتالي فهي تحتوي على قاعدة بيانات كبيرة جداً، وهي ضرورية لأنشطة التعدين الخاصة بالشركة. لذلك يجب أن تكون الطاقة الهيدروليكية المستخدمة للحفاظ على تشغيل مراكز البيانات على مستوى المهمة. وكما ذكرنا من قبل، فإن التعدين هو نشاط رئيسي، ويعتمد كل شيء على هذه المرحلة لكي تعمل سلسلة الكتل وخدماتها بشكل صحيح. لذلك تراهن شركة Argo بشكل كبير، ولكنها واثقة في هذه المبادرة الواعدة جداً وتضمن دعماً جيداً لمستقبل العملات الرقمية.
Argo وأنشطتها
تأسست شركة التعدين في عام 2017. وفي الواقع، كانت أول شركة عملات رقمية يتم إدراجها في بورصة لندن. تقدم Argo مفهوماً فريداً تماماً في سوق العملات الرقمية. باستخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بنا أو الهاتف المحمول، يمكننا تعدين عدد كبير من العملات الرقمية. حتى أن المؤسس المشارك للشركة قد صرح بأنهم يرغبون في أن يصبحوا “أمازون خدمات العملات الرقمية المشفرة”.
الرئيس التنفيذي الحالي هو الرئيس التنفيذي بيتر وول. في الواقع، قال رداً على شراء الشركة: “يمثل شراء Argo لمراكز البيانات في كندا خطوة أخرى مهمة للشركة حيث نتطلع إلى التحكم بشكل أفضل في إنتاج التعدين وتكاليف التشغيل لدينا، مع وجود أساس متين للنمو على المدى الطويل.”
العملات الرقمية والطاقة الخضراء
تعود المشكلة هنا إلى عوائد الشركات. الفحم هو طاقة تستخدمها الشركات على نطاق واسع لأن عوائده منخفضة، وكذلك تأثيره البيئي الثقيل. وفي الآونة الأخيرة فقط أصبحت الآثار البيئية التي تخلفها أنشطة العملات الرقمية والبلوك تشين تثير القلق. في الواقع، لم يكن الأمر يمثل مشكلة في السنوات الأخيرة. لذلك لا يسعنا إلا أن نشجع الشركات الكبرى على تغيير أنشطتها لضمان مستقبل متوافق بيئيًا للعملات الرقمية. في الآونة الأخيرة، كانت الأسماء الكبيرة في مجال الأعمال والتقنيات الجديدة مثل، إيلون ماسك، الذي تحدث عن هذا الموضوع.
إيلون ماسك، بين التشفير والوعي البيئي
أدلى المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Tesla، المقتنع بأن العملات المشفرة ذات أهمية كبيرة، بعدد من التصريحات على تويتر مؤخراً. لذا فقد أعلن رجل الأعمال على شبكة التواصل الاجتماعي الكبيرة للطيور الزرقاء عن التغيير الكبير في نشاط شركته. في فبراير الماضي، استثمر تسلا ما يقرب من 1.5 مليار دولار في البيتكوين. كما ذكر أيضاً إمكانية شراء سيارة باستخدام البيتكوين في المستقبل القريب. وكان ذلك ممكناً بالفعل في الولايات المتحدة في مارس.
ومع ذلك، في 13 مايو من هذا العام، تراجع عن قراره بالتوقف عن الاستثمار في العملات الرقمية. وقال إنه كان على علم بالمخاوف البيئية المحيطة بمجال العملات الرقمية. وهذه هي الرسالة التي نُشرت على تويتر يوم الخميس الماضي:
“أوقفت تسلا شراء السيارات باستخدام البيتكوين. نحن نشعر بالقلق إزاء الاستخدام المتزايد للوقود الأحفوري في تعدين البيتكوين والمعاملات، وخاصة الفحم، الذي يحتوي على أسوأ انبعاثات من أي وقود. العملة المشفرة فكرة جيدة على العديد من المستويات ونعتقد أن لها مستقبل مشرق، ولكن لا يمكن أن تكون على حساب البيئة. لن تبيع Tesla أي عملة بيتكوين ونعتزم استخدامها في المعاملات بمجرد أن يتحول التعدين إلى طاقة أكثر استدامة. نحن نبحث أيضًا في العملات المشفرة الأخرى التي تستخدم أقل من 1% من طاقة/معاملات البيتكوين.”
ربما يجب أن ينظر في عملة سولار كوين؟
