مع تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ردت بكين بشكل حاد على التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنتها واشنطن. وفي بيان رسمي، حذر وزير صيني من أن هذه الإجراءات الحمائية قد تؤدي إلى أزمة إنسانية عالمية، وتعطل سلاسل التوريد وتزيد التكاليف على البلدان الأكثر ضعفا. ويمثل هذا التصريح تصعيدًا لفظيًا كبيرًا، ويسلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية العالمية الناجمة عن تجدد الحرب التجارية.
رد فعل صارم على الإجراءات الأمريكية
- تحدي للتعددية: بكين تتهم واشنطن بتقويض توازن التجارة العالمية وانتهاك مبادئ منظمة التجارة العالمية. وتقول الصين إنها ستدافع عن مصالحها "بحزم ومسؤولية".
- خطر التفتت العالمي: من المرجح أن تؤدي التوترات الجديدة إلى نشوء تكتلات اقتصادية متعارضة، وتسريع وتيرة التراجع عن العولمة، والسعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الاستراتيجي.
العواقب الاقتصادية للتصعيد التجاري
- سلاسل التوريد تحت الضغط: تستهدف الرسوم الجمركية الأمريكية مكونات حيوية في الإلكترونيات والطاقة المتجددة والسيارات، مما يهدد بتحفيز زيادات الأسعار على مستوى العالم.
- التضخم المستورد في بلدان ثالثة: قد تكون البلدان النامية أول ضحايا ارتفاع تكلفة السلع المستوردة، وخاصة الغذاء والطاقة والسلع الطبية، مما قد يؤدي إلى إثارة الأزمات الاجتماعية في مناطق معينة.
الفرص والمخاطر العالمية
فرص :
- إعادة التوازن لسلاسل التوريد على المستوى الإقليمي لتقليل الاعتماد الاستراتيجي.
- تسريع الابتكار المحلي في القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيات النظيفة وأشباه الموصلات.
المخاطر:
- عدم الاستقرار المستمر في الأسواق العالمية.
- ارتفاع الأسعار الأساسية للمستهلكين وتأثيرها على الأمن الغذائي.
خاتمة
يسلط تحذير الصين من فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة الضوء على المخاطر العالمية الناجمة عن عودة الحمائية. وبعيداً عن التنافس الصيني الأميركي، فإن توازن الاقتصاد العالمي أصبح على المحك. وفي سياق ضعيف بالفعل بسبب الأزمات المتتالية، فإن حرباً تجارية مطولة قد تتسبب في موجة صدمة ذات عواقب إنسانية كبرى. لقد أصبحت الدبلوماسية الاقتصادية أكثر من أي وقت مضى بمثابة رافعة أساسية لتجنب التشرذم الذي لا رجعة فيه.