في سياق اقتصادي عالمي يتسم بتوترات تضخمية مستمرة، صرح كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي (IMF)، بيير-أوليفييه غورينشاس، مؤخرًا أن مكافحة التضخم "شبه مكتملة". هذا البيان يثير تساؤلات حول الاستراتيجيات المتبعة للسيطرة على التضخم والتداعيات على الاقتصادات حول العالم.
سياق اقتصادي متغير
كانت التضخم موضوع قلق كبير للحكومات والبنوك المركزية خلال السنوات الأخيرة، وقد تفاقم بسبب عوامل مثل جائحة COVID-19، واضطرابات سلسلة التوريد، والحرب في أوكرانيا. هذه الأحداث أدت إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، مما أثر على القدرة الشرائية للمستهلكين وهدد الاستقرار الاقتصادي.
غورينشاس يشير إلى أن العديد من البلدان قد بدأت بالفعل في رؤية استقرار الأسعار بفضل التدابير النقدية التقييدية. البنوك المركزية، لا سيما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، قد رفعت أسعار الفائدة بهدف احتواء التضخم. هذه الإجراءات بدأت تؤتي ثمارها، لكن الطريق نحو تضخم مُسيطر عليه لا يزال مليئًا بالعقبات.
استراتيجيات مكافحة التضخم
وفقًا لرئيس الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، من الضروري تبني نهج متوازن لمكافحة التضخم مع دعم النمو الاقتصادي. يجب أن تُصاحب السياسات النقدية تدابير مالية حكيمة لتجنب تباطؤ اقتصادي مفرط. يبرز غورينشاس أيضًا أهمية تعزيز العرض لتلبية الطلب المتزايد، مما قد يساهم في استقرار الأسعار.
من الضروري أن تظل الحكومات يقظة تجاه المخاطر التضخمية مع تجنب اتخاذ تدابير صارمة للغاية قد تضر بالانتعاش الاقتصادي. التنسيق بين السياسات النقدية والمالية سيكون حاسماً للتنقل في هذه الفترة غير المؤكدة.