أصدرت شركة سيتاديل، وهي صندوق التحوط الذي أسسه كين جريفين، تفاصيل غير مسبوقة حول أداء صناديقها متعددة الاستراتيجيات، حيث كشفت عن مكاسب بلغت 57 مليار دولار خلال الفترة من عام 2021 إلى سبتمبر 2024. يقدم هذا الإفصاح النادر لمحة عن الاستراتيجيات المتطورة والنجاح الباهر لواحدة من أكثر الشركات ربحية في تاريخ صناديق التحوط. تستكشف هذه المقالة العوامل الرئيسية المحفزة لهذا الأداء، وتوزيع الأرباح، والتوقعات المستقبلية لشركة سيتادل.
أداء استثنائي متعدد الاستراتيجيات
وقد نجحت صناديق سيتاديل متعددة الاستراتيجيات، بما في ذلك ويلينغتون، وكينسينغتون، وكينسينغتون الثاني، في تحقيق هذه المكاسب المذهلة من خلال التعامل بنجاح مع ظروف السوق المتنوعة. وتمثل هذه الصناديق، التي كانت تدير في البداية 23.6 مليار دولار، الآن 80% من الـ65 مليار دولار التي كانت تديرها شركة سيتاديل في بداية العام. ويكمن مفتاح نجاحهم في استخدام استراتيجيات مختلفة، تشمل السلع الأساسية والأسهم والدخل الثابت والائتمان والأساليب الكمية، حيث تساهم كل منها بشكل إيجابي في تحقيق النتائج.
في يناير 2025، وفي سوق متقلبة اتسمت بالمخاوف بشأن سياسة الرئيس ترامب التجارية والتقدم الذي أحرزته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي مع DeepSeek، ارتفع صندوق ويلينجتون بنسبة 1.4% أخرى. ويشكل هذا الأداء المرن دليلاً على قدرة سيتاديل على التكيف مع تقلبات السوق وتوليد عوائد إيجابية حتى في البيئات الصعبة. وحقق صندوق التداول التكتيكي زيادة قدرها 2.7% في يناير.
توزيع الأرباح وهيكل الرسوم
وعلى الرغم من أن المكاسب الإجمالية بلغت 56.8 مليار دولار، فقد حصل المستثمرون على نحو 30 مليار دولار بعد خصم رسوم الإدارة والأداء (7.5 مليار دولار) والنفقات (17 مليار دولار). وتم تخصيص جزء كبير من هذه النفقات، أي ما يقرب من 90%، لتعويضات الموظفين. ويؤكد هذا التوزيع على أهمية رأس المال البشري في نموذج سيتاديل ورغبة الشركة في مكافأة مواهبها.
تتميز قاعدة المستثمرين في سيتاديل بالتنوع، حيث يأتي 61% من الأصول من المستثمرين المؤسسيين، و18% من إدارة سيتاديل وموظفيها، والباقي من المكاتب العائلية وصناديق الصناديق. يساهم هذا التنوع في استقرار رأس مال شركة سيتادل وقدرتها على الحفاظ على آفاق طويلة الأجل. منذ عام 2018، أعادت شركة سيتادل 18 مليار دولار إلى مستثمريها من خلال التوزيعات الطوعية، مما يدل على قدراتها القوية في توليد التدفق النقدي.