أكد مايكل سايلور، أحد الشخصيات الرائدة في تبني عملة البيتكوين ومؤسس شركة مايكروستراتيجي، مناشدته المؤثرة للولايات المتحدة للاستثمار بكثافة في العملة المشفرة. وفي حديثه في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC)، وهو مؤتمر سياسي أمريكي كبير، حث سيلور الولايات المتحدة على الاستحواذ على 20% من إجمالي المعروض من البيتكوين، مسلطًا الضوء على إمكاناتها كأصل استراتيجي وتحوط ضد التضخم. تستكشف هذه المقالة الحجج التي يقدمها سيلور، والآثار المترتبة على مثل هذا القرار، والعقبات المحتملة أمام تنفيذه.
سيلور يدعو إلى استراتيجية وطنية للبيتكوين: لماذا 20٪؟
وقد شرح مايكل سايلور بالتفصيل لماذا يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تستثمر بكثافة في البيتكوين. ويرى أن العملات المشفرة هي مخزن للقيمة يتفوق على الذهب، وهو أصل نادر ولامركزي يمكنه حماية الثروة الوطنية من التضخم والتلاعب بالعملة. وسلط سيلور الضوء أيضًا على الدور المتنامي الذي تلعبه عملة البيتكوين في الاقتصاد العالمي وإمكاناتها في تحفيز الابتكار المالي والتكنولوجي في الولايات المتحدة. إن الاستثمار في البيتكوين هو استثمار في المستقبل.
إن اختيار الرقم 20% ليس بالأمر الهين. ويعتقد سيلور أن مثل هذه الحصة الكبيرة ستسمح للولايات المتحدة بممارسة نفوذ كبير على سوق البيتكوين والاستفادة الكاملة من نموها المستقبلي. ومن شأنه أيضًا أن يرسل إشارة قوية إلى العالم، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بالعملات المشفرة وريادتها في الاقتصاد الرقمي.
العوائق والواقع السياسي: مشروع طوباوي أم ممكن؟
في حين أن حجج سيلور مقنعة لكثير من المؤمنين بالبيتكوين، إلا أن هناك عقبات كبيرة أمام تنفيذها. أولا، يتطلب قرار استثماري بهذا الحجم إجماعا سياسيا قويا، وهو أمر بعيد كل البعد عن أن يكون أمرا مسلما به في سياق سياسي أميركي شديد الاستقطاب. وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذا الاستحواذ من شأنه أن يثير قضايا معقدة فيما يتصل بإدارة المخاطر والتنظيم والشفافية.
وعلاوة على ذلك، يعتقد بعض المنتقدين أن من المخاطرة أن تضع الدولة مثل هذا الجزء الكبير من احتياطياتها في أصل متقلب مثل البيتكوين. كما أنها تسلط الضوء على المخاوف البيئية بشأن استهلاك شبكة البيتكوين للطاقة. ورغم هذه العقبات، فإن دعوة سيلور تتمتع بقدرة على إطلاق نقاش مهم حول دور العملات المشفرة في الاقتصاد العالمي وحول الحاجة إلى أن تضع الدول نفسها في مواجهة هذا الواقع الجديد.