يبدو أن مصطلح ”أبتوبر“، الذي يستحضر المكاسب الكبيرة للبيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، يفقد شعبيته ويمر بفترة عصيبة، مع انخفاض ملحوظ في الإشارات وتزايد المشاعر الهبوطية بين المتداولين. مع بداية شهر أكتوبر، الذي يرتبط تقليديًا بالزخم الصعودي لسوق العملات الرقمية، تشير التطورات الأخيرة إلى اتجاه مختلف.
تغير في معنويات السوق
من الناحية التاريخية، كان شهر أكتوبر مرادفًا للأداء القوي للبيتكوين، حيث بلغ متوسط المكاسب 22.9% في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، هناك دلائل هذا العام على أن هذا النمط يمكن أن يتعرض للتحدي. فوفقًا لتقرير صدر مؤخرًا، تضاءل اهتمام المتداولين بفكرة ”أكتوبر“ إلى حد كبير، مما أدى إلى تزايد المعنويات الهبوطية. وقد أدى الجمع بين تراجع نشاط التداول وزيادة الاهتمام بالعقود الآجلة إلى ركود السوق.
ويعرب المتداولون عن قلقهم بشأن استدامة الاتجاه الصعودي الذي شهدته الأشهر الأخيرة. وفي حين أن بعض المحللين لا يزالون يؤمنون باحتمالية حدوث ارتفاع محتمل في شهر أكتوبر، يبدو أن واقع السوق الحالي يتعارض مع هذه النظرة المتفائلة. وتؤدي التقلبات الأخيرة في الأسعار وحالة عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد العالمي إلى تأجيج مناخ من عدم الثقة بين المستثمرين.
العوامل التي ساهمت في الانكماش
قد تفسر عدة عوامل هذا التغير في المعنويات. أولاً، يؤدي التقلب المستمر في سوق العملات الرقمية إلى خلق جو من عدم اليقين الذي يدفع المستثمرين إلى تبني نهج أكثر حذرًا. بالإضافة إلى ذلك، تُشير الزيادة في العقود الآجلة وتزايد الإقبال على الشراء النقدي إلى احتمال ”فرط نشاط“ السوق، مما قد يؤدي إلى حدوث تصحيح.
كما تلعب التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية دورًا حاسمًا في هذه الديناميكية. فقد أثارت الأحداث الدولية الأخيرة مخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي، مما دفع المتداولين إلى العزوف عن الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل العملات الرقمية. قد تؤثر هذه الخلفية العالمية الصعبة بشكل كبير على الأداء المتوقع للسوق في شهر أكتوبر.