كشفت آبل مؤخرًا عن بروتوكول PQ3، "أهم ترقية أمنية تشفيرية في تاريخ iMessage"، لنظام iOS 17.4 في 21 فبراير. مع هذا البروتوكول الجديد، تصبح Apple أحد المزودين القلائل الذين يقدمون تشفير ما بعد الكم للرسائل.
أطلقت سيجنال ترقية تشفير "مقاوم للهجوم الكمي" في سبتمبر 2023، لكن أبل تدعي أنها أول من يحقق تشفير "المستوى 3". ووفقًا للشركة التي تتخذ من كوبرتينو مقرًا لها: "PQ3 هو أول بروتوكول مراسلة يحقق ما نسميه المستوى الثالث من الأمان، حيث يوفر حماية للبروتوكول تتجاوز حماية جميع تطبيقات المراسلة الأخرى المنتشرة على نطاق واسع. وعلى حد علمنا، يتمتع PQ3 بأقوى خصائص أمنية من أي بروتوكول مراسلة واسع النطاق في العالم."
تهديد الحواسيب الكمية
على الرغم من أن شركة Apple لطالما استخدمت التشفير من طرف إلى طرف في رسائل iMessage، إلا أن الشركة تحولت من تشفير RSA إلى تشفير المنحنى الإهليلجي (ECC) في عام 2019. في الوقت الحالي، يعتبر كسر مثل هذا التشفير غير ممكن بسبب مقدار الوقت والقدرة الحاسوبية المطلوبة. ومع ذلك، فإن خطر الحواسيب الكمية يقترب أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. من الناحية النظرية، يمكن للكمبيوتر الكمي القوي بما فيه الكفاية كسر طرق التشفير الحالية بسهولة نسبية.
الاستعداد للمستقبل
الفكرة الكبيرة وراء التطوير المبكر لأساليب التشفير ما بعد الكم هي أن الجهات الفاعلة الجيدة مثل البنوك والمستشفيات يمكنها حماية بياناتها من الجهات الخبيثة التي لديها إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة. ولسوء الحظ، لا تنتظر الجهات الفاعلة السيئة حتى تتمكن من الوصول إلى كمبيوتر كمي لبدء هجماتها. فالعديد منهم يحصدون البيانات المشفرة بشكل غير مشروع ويخزنونها لفك تشفيرها لاحقاً فيما يُعرف بهجوم HNDL (الحصاد الآن وفك التشفير لاحقاً).
يُعد قرار شركة آبل بإدخال تشفير ما بعد الكم في خدمة iMessage خطوة مهمة نحو تعزيز أمن الاتصالات. تهدف هذه المبادرة إلى استباق التقدم التكنولوجي وضمان حماية البيانات الحساسة من التهديدات المحتملة من الحواسيب الكمية.
يُظهر هذا الانتقال إلى تشفير ما بعد الكميات التزام Apple بالبقاء في صدارة التهديدات المحتملة وتوفير بيئة اتصالات آمنة لمستخدميها.
